أركان الإيمان

أركان الإيمان : ------------------- بعد أن تكلمنا عن أركان الإسلام نتكلم
عن أركان الإيمان فنقول : أركان الإيمان ستة كما أفاده حديث عمر رضي الله
عنه المتقدم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم الركن الأول : الإيمان بالله
, ومعناه الإقرار عن علم وبصيرة بأن الله واحد لا شريك له متصف بكل كمال
يليق بذاته , متزه عن كل نقص لا يليق بذاته , وخلق الخلق من العدم , ورباهم
علي موائد الكرم , وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة ----------------------------------------------------------------
الركن الثاني : الإيمان بالملائكة , وهم أجسام نورانية لطيفة لها القدرة
علي التشكل بالأشكال الحسنة دون الأشكال القبيحة , وهم ليسوا ذكورا ولا
إناثا , فمن قال : إنهم ذكور فقد فسق , ومن قال : إنهم إناث فقد كفر , قال
تعالي : إن الذين لا يؤمنون بالأخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثي – سورة
النجم أية : 27 يعني يقولون : الملائكة بنات الله . تعالي عن ذلك علوا
كبيرا . والملائكة لا يعصون الله , ولا يخالفون أمره , ولا يفترون عن
عبادته , ولا يكفون عن التسبيح بحمده قال تعالي : وقالوا اتخذ الرحمن ولدا
سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون . يعلم ما بين
أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضي وهم من خشيته مشفقون – سورة
الأنبياء أية : 26 – 28 وقال تعالي : فإن أستكبروا فالذين عند ربك يسبحون
له بالليل والنهار وهم لا يسئمون – سورة فصلت أية : 38 وقال تعالي : يا
أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها
ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون – سورة التحريم
أية : 6 ----------------------------------------------------------------
الركن الثالث : الإيمان بالكتب المنزلة , وهي كثيرة – المشهور منها صحف
إبراهيم , وتوراة موسي , وزبود داود , وإنجيل عيسي , والقرأن العظيم –
والإيمان بهذه الكتب جميعا واجب إلا ما أصابه التحريف والتبديل ومن
المعلوم أن هذه الكتب قد تعرضت للتحريف والتبديل إلا القرأن الكريم فإنه
محفوظ بعناية الله ورعايته من أدني تحريف أو تبديل قال تعالي : إنا نحن
نزلنا الذكر وإنا له لحافظون – سورة الحجر أية : 9 وعلي ذلك فلسنا مطالبين
بأن نؤمن بجميع ما جاء في التوراة التي بأيدي اليهود , ولا بالأناجيل التي
بأيدي النصاري , ولكن نؤمن بما جاء فيها موافقا لشريعتنا , لأن الشرائع
كلها ذات أصول موحدة , لا يختلف أصل في شريعة عنه في شريعة أخري قال تعالي
: شرع لكم من الدين ما وصي به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به
إبراهيم وموسي وعيسي أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه – سورة الشوري أية :
13 ----------------------------------------------------------------
الركن الرابع : الإيمان بالرسل , وهم كثيرون , منهم من ورد ذكره في القرأن
والسنة , ومنهم من لم يرد ذكره , قال تعالي : ورسلا قد قصصناهم عليك من
قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسي تكليما ورسلا مبشرين ومنذرين لئلا
يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما – سورة النساء
أية : 164 – 165 والإيمان بهم جميعا واجب من غير تفريق بين رسول ورسول ,
فالجميع دعوا إلي الله عز وجل وبلغوا رسالاتهم علي أتم وجه وأكمله , قال
تعالي : أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وملائكته
وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا
وإليك المصير – سورة البقرة أية : 285 ----------------------------------------------------------------
الركن الخامس : الإيمان باليوم الأخر , ويبتدي هذا اليوم بالموت . فإذا
مات المرء فقد قامت قيامته والإيمان باليوم الأخر بكل ما فيه واجب ما دام
قد أخبرنا به الصادق المصدوق ونقل عنه الخبر بطريق صحيح , ولا يخفي عليك ما
في اليوم الأخر من بعث ونشر وحشر , وحساب وميزان , وثواب وعقاب , وجنة
ونار وغير ذلك مما هو ثابت في القران الكريم , والسنة المطهرة
----------------------------------------------------------------
الركن السادس : الإيمان بالقدر , وهو التصديق الجازم بأن كل ما يقع في هذا
الكون إنما يقع بقضائه وقدره , وقضاء الله هو حكمه الذي لا يرد وقدر الله
هو علمه المحيط بجميع الكائنات , والإيمان بالقدر يقتضي التسليم والرضي به
قال تعالي : ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل
أن نبرأها إن ذلك علي الله يسير . لكيلا تأسوا علي ما فاتكم ولا تفرحوا
بما أتاكم والله لا يحب كل مختال فخور – سورة الحديد أية : 22 – 23 وقال
تعالي : ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل
شيئ عليم – سورة التغابن أية : 11 ----------------------------------------------------------------