وقفتنا الأولى اليوم إن شاء الله مع أية أنكر الكافرين علي الله إنزالها وقالوا كيف يضرب الله مثلا حقيراً وهي الأيه 26 من سورة البقره

وقفتنا الأولى اليوم إن شاء الله مع أية أنكر الكافرين علي الله إنزالها وقالوا كيف يضرب الله مثلا حقيراً وهي الأيه 26 من سورة البقره
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ)ا
قال الشيخ السعدي في كتابه تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
قال إن في هذه الأيه جواباً لمن أنكر ضرب الأمثال في الأشياء الحقيره وأعتراضه على الله في ذلك ،فليس في ذلك محل إعتراض ، بل هو من تعاليم الله لعباده ورحمته بهم فيجب أن تتلقي بالقبول والشكر
ولهذا قال سبحانه (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ)اقال الشيخ رحمه الله فيفهمونها ويتفكرون فيها فإن علموا ماأشتملت عليه علي وجه التفصيل إزداد بذلك علمهم وإيمانهم ، وإلاعلموا أنها حق ، وماأشتملت عليه حق ، وإن خفي عليهم وجه الحق فيها لعلمهم بأن الله لم يضربها عبثاً ، بل لحكمه بالغة ونعمة سابغة
وأما قوله سبحانه(وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً) قال رحمه الله فيعترضون ويتحيرون فيزدادون كفرا إلي كفرهم كما أزداد المؤمنون إيمانا إلي إيمانهم ولهذا قال سبحانه(يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا)ا
قال رحمه الله فهذا حال المؤمنين والكافرين عند نزول الآيات القرأنية فلاأعظم نعمة علي العباد من نزول الأيات القرأنية ومع هذا تكون لقوم محنة وحيره وضلاله وزيادة شر إلي شرهم ، ولقوم منحة ورحمه وزيادة خير إلي خيرهم فسبحان من فاوت بين عباده وإنفرد بالهداية والإضلال
ومن بعد ذلك ذكر الشيخ السعدي رحمه الله إن الله ذكر حكمته وعدله في إضلاله من يضل فقال سبحانه (وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ)ا أي الخارجين عن طاعة الله المعاندين لرسل الله ،الذين صار الفسق وصفهم فلايبغون به بدلا ، فاقتضت حكمته تعالي إضلالهم لعدم صلاحيتهم للهدي، كما أقتضي فضله وحكمته هداية من أتصف بالإيمان وتحلي بالأعمال الصالحة
أنتهي كلامه رحمه الله